الجمعة، 24 يناير 2014

عن عبد الله بن سلول

موقفين للتفكّر بخصوص رأس النفاق في المدينة عبد الله بن أبيّ بن سلول

الموقف الأول:

لما جاء ابنه عبد الله (بنفس اسم أبيه وهو صحابي جليل) للرسول ﷺ واستأذنه في قتل أبيه لما سمع بتطاوله في كلامه عليه، وفي رواية أخرى إنه طلب منه إذا قرر قتل بن سلول جزاء لعمله أن يختاره هو للتنفيذ خشية أن يغور صدره تجاه أحد المؤمنين الذي قد يكلفه الرسول ﷺ بتلك المهمة، فقد كان برّا بوالده رغم ذلك
وقبل ذلك بشكل عام ما تم في بدر من قتل المؤمنين لأقربائهم وآبائهم في بدر

الشاهد: تبقى الغاية لا تبرر الوسيلة، لكن الدين نفسه قد يشرع بعض الوسائل القاسية -التي قد يدرجها أحدهم ضد الطبيعة الإنسانية- لأنه لا مفر منها لإدراك بعض الغايات ذات الأهمية القصوى، لكن القيد اللازم هنا لعدم التجاوز والإعتداء هو إتفاق أهل العلم الثقات (وهو ورثة النبي ﷺ) على شرعية هذه الوسائل وليس رأي شخصي لأحدهم أو حتى رأي عام لجماعة من الناس

الموقف الثاني:

عند موته جاء ابنه إلى رسول الله ﷺ فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه ، فأعطاه ، ثم سأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله ﷺ ليصلي عليه ، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله ، تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ! فقال رسول الله ﷺ : إنما خيرني الله فقال : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) وسأزيده على السبعين

الشاهد: بالرغم من مكائد بن سلول ضد الإسلام وطعناته للدعوة في حياته إلا أن ذلك لم يمنع الرسول ﷺ من الحسنى إليه. وفُسّر في الكتب إعطاءه لقميصة ليُكفّن فيه إنه وفاء لفعله في غزوة بدر (لما أعطى قميصه للعباس بعد طلب الرسول ذلك) ولكن يزيد على ذلك اختيار الرسول أن يستغفر له بعد كل ما فعل في حياته
هذا فعل قدوتك ﷺ مع رأس النفاق  في المدينة وخصم دعوة الإسلام، فما فعلك أنت مع من أذاهم لك أو لمن يهمك لا يُقارن بذلك أصلا، ناهيك عن أنهم من المسلمين؟!

ربنا لا تجعل في قلوبنا غلّاً للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم