الأربعاء، 1 يونيو 2011

كلمتي الأولى التي أوجهها لشباب الدعوة السلفية بمناسبة إختياري كمتحدث رسمي باسم الدعوة السلفية :)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بعد تولي المجلس العسكري حكم البلاد في هذه الفترة الانتقالية والتي نأمل أن يحقق ما وعد به من نقل السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة, وفي ظل هذا الهجوم المتواصل علينا إما لسوء نية ورغبة في هدم الدين أو بحسن نية ورغبة في تقويم أخطائنا كجماعة تدعو إلى الله ومعرضة للصواب والخطأ
وفي الوقت الذي كثر فيه المحاربون للدين والراغبين في كسر شوكة الإسلام إلا أنني أستنكر بشدة أسلوب الكثير من إخواني في إدارة الحوار مع من يخالفهم في الرأي واعتبار أن من يخالف توجه الجماعة هو بالتأكيد مضيع لدين الله غير مهتم بتطبيق الشرع أو حتى في بعض الأحيان يعتبرونه محارب لدين الله وشرعه وكأن شيوخنا الأجلاء معصومون من الخطأ وكأنه إن اعترف بخطأهم فقد أهانهم وأسقط من قدرهم
وأتمنى ألا يجد هؤلاء غضاضة في الإعتراف في أي نقاش عما يراه خطأ ويقول صراحة: هم مخطئون, دون أن يحاول أن يبرره بما ليس فيه وأن يخبر شيوخنا هو بذلك قبل أن يسمعوه من غيرهم
أود أن أنبه إلى شيء هام وهو أنني شخصيا كما أكره كلام من يتحدث بلسان العلمانية وما شابهها فإني أكره بنفس القدر من يتحدث بلسان أنه الوحيد المدافع عن هذا الدين وأنه هو ومن معه -وفي حالتنا من ينتمون إلى المنهج السلفي- هم فقط الفرقة الناجية والباقي إما مضيع للدين أو محارب له وكلهم في النار
وربما يؤثر على هؤلاء طريقة بعض مشايخنا في الدعوة في التعامل مع من يخالفهم ولا أعتقد أن هذه الطريقة في الحديث والتشكيك في نية من يخالفك ينتمي إلى المنهج السلفي في شيء ويحتاج من يفعل ذلك لإعادة تقويم

نأتي للنقطة الأهم: ماذا نفعل في الفترة القادمة؟ والذي كان لابد أن نبدأه منذ أن نادى شيوخنا بتطبيق شرع الله؟

هل من الحكمة أن نستمر في النداء "إسلامية إسلامية" و نتشدق بالهتاف "الشعب يريد تطبيق شرع الله" وفي نفس الوقت حتى أبنائنا في الدعوة لا يعلمون الآلية التي يجب أن نسير عليها لنحول بها البلاد إلى "دولة إسلامية"؟
بالتأكيد هم مدركين أن الحكم الإسلامي لا يعني فقط تطبيق الحد وإنما هو إدارة لكل جوانب الحكم إجتماعية وإقتصادية وسياسية وغيرها. لكنهم لا يشغلون بالهم إلا بالمرشح الذي ستختاره الدعوة لدعمه سواء كان الشيخ حازم أم غيره. ما يهمهم هو إختيار مرشح يقول سنطبق الشريعة وسنسير على نهج الرسول والخلفاء في إدارة البلاد
وبما أننا نرى تفريطا في تطبيق الشرع والالتزام بالأحكام الربانية فلا ينبغي أن نتوقف عند إختيار المرشح الإسلامي ونترك له الباقي وفقط لأن هذا في رأيي ربما يكون فعلا كما يدعي البعض استغلالا لحب الناس للدين وتوجيههم لتدعيم توجهاتنا إدعاء منا أنه في خدمة الدين
بل نشغل بالنا بموضوع أهم وهو الآتي:

بما أننا لا نشارك في المظاهرات حاليا ونكتفي بإصدار البيانات التى تبين موقفنا الدائم في مقاطعة المظاهرات فنحن متفرغون تماما وليس هناك ما يشغلنا عن التفكير في مشروع كبير ولنسمه "المشروع الوطني الإسلامي"
علينا أن نجمع لجنة كبيرة من الشيوخ من كل جماعة سواء سلفيين أو أزاهرة أو غيرهم والعلماء والمفكرين الإسلاميين والخبراء في كل مجال, سواء إقتصاديين أو ساسيين أو إجتماعيين
تكون هذه اللجنة مسئولة عن إخراج مشروع مفصل عن شكل النظام الإسلامي الصحيح وكيفية تحويل الحكم إلى الحكم الإسلامي الصحيح الذي يطبق شرع الله ويكون الشعب بأكمله مرحبا بهذا التطبيق طالبا له غير كارها له وتكوين دولة إسلامية قوية قائمة على إقتصاد إسلامي قوي, وهل مثلا إذا ارتأى هؤلاء الخبراء والعلماء إلغاء البنوك الربوية (مثلا) فلابد أن نضع للناس آليه لذلك, ونريهم كيف يتم هذا الإلغاء, لا نكتفي مثلا بالقول هل تدريجيا أم في يوم وليلة, بل بتوضيح الكيفية لذلك بالتفصيل الممل
ولذلك يضع هؤلاء الخبراء خطة محددة لذلك ورؤية لهذا التغير على مدار 5 أو 10 أو حتى 20 سنة مثلا
ويكون هذا مشروع وطني تتبناه جميع القوى الإسلامية لأنه جاء نتيجة وفاق وإتفاق لذوي الخبرة في كل مجال
ويكون إجتماعنا العام على أي مرشح أي كان يعلن أنه سيلتزم بتنفيذ هذه الرؤية وهذا المشروع الوطني
ويظل دعمنا له طالما هو ملتزم بتحقيق هذه الرؤية وذلك الهدف,ولا نكتفي بدعم مرشح فقط لأنه يقول سنطبق شرع الله لنعيد أمجاد أمتنا لأنه قد ينادي أحدهم بتطبيق الشرع وعندما يتولى الحكم يصدر قرارات كارئية بدعوة تطبيق الشريعة -سواء بحسن أو سوء نية- تؤدي في النهاية لهدم ما تبقى من البلاد وإنهيار مؤسسات الدولة
والناس تحكم بما تراه, هل يختاروا المرشح إيمانا منهم بأن هذا المشروع هو سبيل تقوية وتدعيم البلاد, أو يختاروا مرشح آخر لديه رؤية أخرى ومشروع بآليات أخرى

وأؤكد هنا على أن سعينا هذا لا يعني أننا دولة غير إسلامية أو ما شابه ولذلك أنا شخصيا معترض على الهتاف "إسلامية إسلامية" لكني أتحدث عن آليات لتنظيم الدولة نأخذها من أمثلة موجودة في كيفية إدارة الخلفاء الراشدين لدولة الإسلام وفي نفس الوقت الإيمان بأن لكل عصر ما يناسبه ولا يمكن التطبيق الكامل لكل أمر "فنحن أعلم بشئون دنيانا" لذلك لا يجب أن نشكك في الآخر ونعتبره خارجا عن الملة بتبنيه برنامجا مختلفا

أؤكد لكم أنه بهذه الخطوة ستكسبون إحترام الجميع أيا كانوا وثقة عامة الشعب الذين أعطاهم النظام السابق صورة مرعبة عنا وستسكتون الألسنة التي تتهمكم باستغلال الدين لتحقيق مكاسب شخصية وتثبتون لمحاربي الدين الحقيقيين أن العلم بالدين لا يعني الجهل بالواقع

شكرا لحسن استماعكم وهدانا الله إلى سواء السبيل وما فيه الخير للأمة وللدين
اللهم ول علينا من يصلح

وماكان من توفيق فمني وما كان من سهو أو جه فمني ومن الشيطان

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملحوظة: قد يتم تعديل بعض الجمل في هذا الموضوع إذا تبين خطأي بها في النقاش
ويارب لا أفصل من منصبي بعد هذا الخطاب :)
*
طبعا العنوان ده تخيلي خصوصا إني مش في الدعوة السلفية أصلا ولو حد ماعجبوش العنوان خد بالك إني كاتب "متحدث رسمي" وليس "المتحدث الرسمي" فعديها

بتاريخ 1 أكتوبر 2011