السبت، 10 ديسمبر 2011

اعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها والجار أحمــد والرحمن ناشيــها

النفـس تبكـي على الدنيـا وقد علمـت
أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها

لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها
إلا التي كان قبل المـوت بانيـــها

فإن بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه
وإن بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـــــها

أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها
ودورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها

أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة
حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها

فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت
أمست خــرابا وأفنــى المــوت أهليــها

لا تــركـنن إلـى الــدنيـا ومـــا فيــها
فالـمــوت لاشــــك يفـنيـنا ويفـنيـــها

لكــــل نفــس وإن كــانــت علـى وجـل
مــن الـمـنـية آمـــــال تقـــويــــها

الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها
والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها

إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة
الديـــن أولــــهـــــا والعــقــــل ثانيـــــها

والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها
والجود خامسها والفــضل سادســــها

والبــر ســـــابـعهـا والشـكـر ثامنها
والصبر تاسعــهـا والليــن باقيـــها

والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها
ولسـت أرشــد إلا حين أعصيــــــها

واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها
والجار أحمــد والرحمن ناشيــها

قصــورها ذهــب والمسك طيــنتـها
والزعفــران ربيـــــــع نابــت فيـــــها

أنــــهارها لبــن محض ومن عـســـل
والخمر يجري رحيقــا في مجاريها

والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة
تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا

مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها
بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا


للامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه