بعد ما خرجت من فيلم "ساعة ونص" وعشت فيه ما عشت جاتلي حالة غريبة
بقيت ماشي مركز مع كل الناس اللي بأعدي عليها وأتخيل قد إيه كل واحد له حياته ومشاكله وظروفه
كل واحد وراه قصة فيها أحد الفصول يدور في الشارع ده
أخدت بالي من الراجل اللي شايل في كل ايد ٤ أو ٥ أكياس وماشي مستعجل
ال٣ أصحاب اللي ماشيين يضحكوا ويسلموا كف على كف
الأم اللي بتشتري لبنتها من الراجل بتاع العقود والإكسسوارات اللي معرفش اسمها
الناس اللي طالعة من ماكدونالدز
الاتنين اللي واقفين في وش بعض باين عليهم الضيق وواحد بيتكلم في الموبايل
الراجل اللي شكله مش مصري و واحد بيوصف له مكان حاجة
الولد اللي ماشي يقول للناس جنيه أفطر بيه
الأتوبيس الفاخر اللي جاي من ناحية جراند رويال
الشاب اللي فارش بيبيع شرابات وبعض الملابس
الأمم اللي مستنية المشاريع في المنشية
أتوبيس النقل العام اللي متعلق فيه ناس ونص جسمها برة
الست اللي قاعدة بمناديل وبنت مش أكبر من 13 سنة بتديها من معاها
كل واحد وراه حاله اللي شاغله ومالوش دعوة بحد
كل واحد عنده اللي مكفيه ومش فاضي يدور على حد
كل واحد مرتب حاله وراه إيه بكرة سواء رايح يقبض مرتبه ال٤٠٠ جنيه أو رايح يغبر موبايله ويجيب آي فون
هيقابل فلان بعده وهيزور فلان آخر أسبوع
ناس هايصة وناس لايصة
ناس بتاكل في كوكدور وكنتاكي وبيتزاهت وناس بتاكل على عربيه الفول اللي في آخر الشارع وناس تانية بتقضيها من عند جاد
ناس في عربيات بي إم وهامر وجيب ومرسيدس وناس متكبسة في النقل العام والمشاريع وناس تانية بتاخد تاكسيات
ناس مش لاقية تجيب هدوم بدل اللي اتقطعت واتبهدلت من النوم في الشارع
وناس ماعندهاش مانع تضيع فلوسها في السينما لكن برضو مش أكتر من ١٠ أو ١٥ جنية في أمير ومترو مش سان ستيفانو ولا جرين بلازا
انا سجلت الكلام ده على الموبايل على طول في وقتها
لأني عارف لغاية ما أرجع البيت هكون انشغلت بالحاجات اللي المفروض هجيبها قبل ما أروح وهكون قعدت أرتب المفروض ورايا إيه بكرة وهفكر هقابل أصحابي المرة الجاية امتى
ونسيت اللي شفته في الفيلم من نقل لواقع حال بلدنا
الجانب المر اللي انت تخاف تفكر بس في حالك لو عشت فيه
الناس اللي همها تسدد اللي عليها ازاي وتجيب للي مطلوب منها منين أو حتى تجيب غدا النهاردة وبكرة منين
الناس اللي كل علاقتك بيهم الكام جنيه اللي بتتبرع بيهم للمشاريع الخيرية أو لمتسول في الشارع مباشرة
بأقول لكل واحد فينا وأنا أولكم
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"
أعتقد في عالمنا اللي أصبح قرية صغيرة اللي ساكن في الصعيد يعتبر جارك برضو
بأقول لمرسي ولأي حد قاعد على مكتب في البلد دي
"كلكم راع وكلكم مـــــــــســـــــــئــــــــــول عن رعيته"
وختاما
"من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"
اللهم استرنا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا
ملحوظة: الكلام ده كتبته على الموبايل وما رضيتش أعدل أي حاجة فيه أو أضيف لأنه كان زي
flow of thoughts
وبأسجله للذكرى
مفيش غير إني إتأكدت من صحة الأحاديث قبل ما أنشرها وحذفت واحد منهم
------------------
بتاريخ 10 أكتوبر 2012